هل ينجح نظام الدفع الصيني في كسر هيمنة سويفت العالمية؟

تعرف على نظام CIPS الصيني وكيف يهدد مستقبل نظام التحويلات المالية العالمي سويفت.


في السنوات الأخيرة، بدأ الحديث يزداد عن نظام الدفع الدولي الصيني المعروف باسم CIPS كبديل محتمل لنظام التحويلات العالمي SWIFT.

فهل يستطيع النظام الصيني فعلاً منافسة سويفت؟ وما هي التحديات والفرص التي تقف أمامه؟

في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل تطورات هذا الموضوع وتأثيره على الاقتصاد العالمي.


ما هو نظام سويفت (SWIFT


نظام سويفت (Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunication) هو شبكة دولية تسمح بتحويل الأموال والرسائل المالية بين أكثر من 11 ألف مؤسسة مالية حول العالم.


تأسس عام 1973 ويعتبر العمود الفقري للنظام المالي العالمي.


أهمية سويفت:

سرعة التحويلات الدولية.

أمان المعلومات المالية.


الاعتماد عليه من معظم دول العالم.


ما هو نظام الدفع الدولي الصيني (CIPS)؟

CIPS أو (Cross-Border Interbank Payment System) تم إطلاقه رسميًا عام 2015 بواسطة البنك المركزي الصيني.

هدفه الرئيسي: دعم المعاملات الدولية باستخدام العملة الصينية اليوان.


مميزات نظام CIPS:

تسهيل المدفوعات عبر الحدود باليوان.

تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.

توفير بديل أقل خضوعًا للضغوط السياسية الغربية.


هل يستطيع نظام CIPS أن يحل محل SWIFT؟


العوامل التي تدعم CIPS:


1. دعم حكومي قوي من الصين.

2. نمو التبادلات التجارية باليوان خاصة مع دول آسيا وأفريقيا.

3. رغبة بعض الدول في تنويع نظم الدفع بعيدًا عن هيمنة الدولار.



التحديات التي تواجه CIPS:

شبكة CIPS لا تزال محدودة مقارنة بـ سويفت.

أغلب التعاملات التجارية العالمية لا تزال بالدولار وليس باليوان.

مخاوف بعض الدول من السيطرة السياسية الصينية على المعاملات.


أمثلة حقيقية على استخدام نظام الدفع الصيني (CIPS)


1. المعاملات بين الصين والإمارات:

في عام 2023، أعلنت الإمارات العربية المتحدة عن تعزيز استخدام اليوان الصيني في التعاملات التجارية مع الصين، ضمن اتفاقية تعاون لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.

وقد تم تنفيذ عدد من الصفقات التجارية الكبرى بين شركات صينية وإماراتية عبر نظام CIPS، مما وفر سرعة وأمان أكبر في التحويلات البنكية المباشرة، وخاصة في قطاع الطاقة والنفط.


2. التعاون بين الصين وإندونيسيا:

كما قامت إندونيسيا أيضًا بتوقيع اتفاقيات مع الصين لتعزيز المدفوعات المباشرة باليوان.

وقد تم تنفيذ عدة معاملات بين البنوك الإندونيسية والصينية باستخدام نظام الدفع الدولي الصيني CIPS، خاصةً في مجالات مثل استيراد المعدات الصناعية والمنتجات الإلكترونية.


أهمية هذه الأمثلة:


تعكس الرغبة المتزايدة للدول الناشئة في البحث عن بدائل للأنظمة المالية الغربية التقليدية.


تؤكد أن CIPS بدأ في التحول من مجرد مشروع محلي إلى نظام دولي قابل للنمو.


المستقبل: هل نرى عالمًا بلا سويفت؟

حتى الآن، يبدو أن نظام CIPS قد يصبح مكمّلًا وليس بديلًا مباشرًا لـ SWIFT.

قد تظهر تحالفات إقليمية تدعم أنظمة دفع متعددة.

قدرة الصين على توسيع استخدام اليوان عالميًا هي المفتاح الأساسي لمستقبل CIPS.


بينما يعمل نظام الدفع الدولي الصيني بقوة لبناء شبكة مالية مستقلة، إلا أن استبدال نظام عالمي مثل سويفت سيستغرق وقتًا طويلاً ويتطلب تغييرات اقتصادية وسياسية ضخمة.

لكن مع استمرار التحولات الجيوسياسية، يظل CIPS أحد اللاعبين المهمين الذين قد يعيدون تشكيل النظام المالي العالمي في المستقبل.




Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url