تطور الصناعة في مصر: من الماضي إلى الحاضر

  لطالما كانت الصناعة ركيزة أساسية في بناء الاقتصاد المصري منذ فجر التاريخ. من صناعة النسيج في العصور القديمة إلى المجمعات الصناعية الحديثة، مرت مصر بتحولات كبيرة في هذا القطاع الحيوي. في هذا المقال، نستعرض رحلة الصناعة المصرية، من البدايات البسيطة إلى الآفاق المعاصرة.

المرحلة الأولى: البدايات الصناعية في مصر القديمة بدأت الصناعة في مصر منذ آلاف السنين، حيث اشتهرت بصناعة النسيج، الفخار، المعادن، وصناعة الورق من البردي. كانت هذه الصناعات تخدم الاحتياجات المحلية وبعض التصدير للأسواق المجاورة.

المرحلة الثانية: الصناعة في عهد محمد علي يُعد محمد علي باشا المؤسس الحقيقي للصناعة الحديثة في مصر. أنشأ المصانع الحربية ومصانع الغزل والنسيج، واعتمد على تطوير التعليم الفني لتوفير الأيدي العاملة المدربة. كانت الصناعة آنذاك مدعومة بشكل كامل من الدولة.

المرحلة الثالثة: تطور الصناعة بعد ثورة يوليو 1952 مع قيام ثورة 1952، اتجهت الدولة إلى بناء اقتصاد وطني مستقل، فشهدت مصر طفرة صناعية في الستينات بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر. تم إنشاء مصانع الحديد والصلب، الكيماويات، والأسمدة، ومجمعات صناعية ضخمة مثل مجمع الألومنيوم في نجع حمادي.

المرحلة الرابعة: عصر الانفتاح الاقتصادي في السبعينات تحت حكم الرئيس أنور السادات، شهدت مصر تحولاً نحو اقتصاد السوق والانفتاح على الاستثمارات الأجنبية. أثر ذلك بشكل مزدوج على الصناعة، إذ شهدت بعض الصناعات نموًا بفضل الشراكات، بينما عانت الصناعات الوطنية من التنافس مع المنتجات المستوردة.

المرحلة الخامسة: الخصخصة وتحديات الصناعة في التسعينات في عهد الرئيس حسني مبارك، دخلت مصر مرحلة الخصخصة الواسعة، حيث تم بيع العديد من المصانع الحكومية. أدى ذلك إلى تراجع بعض القطاعات الصناعية بسبب سوء الإدارة أو ضعف المنافسة. ومع ذلك، ظهرت صناعات جديدة مرتبطة بالتكنولوجيا والتصدير.

المرحلة السادسة: الصناعة في مصر بعد 2011 بعد ثورة 25 يناير، تأثرت الصناعة المصرية بالتقلبات الاقتصادية والسياسية. واجهت المصانع صعوبات في التصدير والاستيراد وتمويل الإنتاج، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت محاولات جادة لاستعادة زخم التصنيع.

المرحلة السابعة: الصناعة في رؤية مصر 2030 تبنّت الدولة المصرية استراتيجية قومية لتوطين الصناعة وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي. أُطلقت عدة مبادرات منها "الرخصة الذهبية" للمستثمرين، وإنشاء مدن صناعية متخصصة مثل مدينة الروبيكي للجلود ومرغم للبلاستيك.

 مرت الصناعة المصرية بمراحل متعددة بين الصعود والتراجع، لكنها تبقى أحد الأعمدة الأساسية لبناء اقتصاد قوي ومستدام. مع التوجه الحالي نحو تعزيز التصنيع المحلي ودعم الصادرات، تبدو الفرصة سانحة لمصر لاستعادة مكانتها كدولة صناعية رائدة في المنطقة.

الصناعة في مصر، تطور الصناعة المصرية، تاريخ الصناعة، الصناعة الوطنية، محمد علي، جمال عبد الناصر، الخصخصة، رؤية مصر 2030، الاقتصاد المصري.




Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url